samedi 13 décembre 2014

واقع الجامعات المغربية: بقلم سعيد اجريفي

تعيش الجامعات المغربية أحداث رهيبة، خلال السنوات الأخيرة، وهذا راجع إلى وضعها المزري
ذ.سعيد اجريفي

لأنه من المحتمل أن تدخل في القطاع الخاص وليس العام كما هو جاري به العمل،هذا الوضع يجعل الطلبة ينتفضون ضد وضعهم المزري،يهتفون بشعارات تعبر عن معاناتهم اليومية من داخل الجامعات، يرددون شعارات موحدة منطوون ضمن نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ذلك اللواء الذي يضم طلبة المغرب بمختلف توجهاتهم الإيديولوجية والسياسية...يقومون بمسيرات ومعارك نضالية، يرفعون فيها شعارات تكشف عن واقع الجامعات المغربية، والآن إليكم هذا المقتطف من الشعار الذي يرفع في المعارك النضالية المستمرة من داخل الجامعات المغربية ومن خارجها،عندما يرفع ذلك المقطع الذي يقول : "الفقر والعطالة داروا فينا حالة وفين العدالة؟ الجامعة مهزلة"... ترى كل الطلبة يطلبون النجدة لأنهم شباب مثقف حاصلين على شهادة الإجازة في مختلف الشعب والتخصصات، همهم الوحيد ينحسر في تحسين مستواهم المعيشي، وضمان الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية...لأنهم طلاب درسوا وناضلوا من أجل العلم في بلد لا يتبنى ثقافة العلم والمعرفة، هو شعار يعبر عن واقع الجامعات المغربية التي تعيش أحداثا رهيبة  ضمن مجتمع لا يؤمن سوى بثقافة العنف والقهر....، أضف إلى ذلك الشعار الذي قلنا أنه يكشف عن واقع الجامعات....،هناك شعارا آخر يزيد من غضب الطلاب يقول:"هذا مغرب الله كريم لا صحة لا تعليم هذا مغرب الزرواطة ما شي مغرب الكفاءة، بغينا مغرب الكفاءة ما شي مغرب الزرواطة"....
   إنه شعار يعبر عن واقع يؤمن فقط بلغة القمع، يغيب فيه التعليم، وتغيب فيه حقوق ضمان الصحة والكرامة، والخبز للجميع..، وتحضر فيه لغة العنف بشتى أنواعه، والطالب هنا يتحمل مسؤولية   مكافحة مخططات النظام القائم إزاء القضاء على مكتسبات الشعب المغربي  لا لأنه جزء لا يتجزأ من بين أفراد المجتمع، بل لأنه يمثل النخبة المثقفة من داخل المجتمع وهو المسؤول عن التعبير عن واقعه سواء كان هذا الواقع مريرا أو جميلا، لكن كيف يكون جميلا وأبناء وطنه يهتفون بشعارات تعبر عن واقع مرير، تعبر عن الفقر والعطالة وغياب  الصحة والتعليم والكرامة التي تعتبر شرط أساسي لضمان صيرورة الكائن البشري، فوجود الكرامة سمة أساسية من سمات الإنسان أينما حل وارتحل، ويرفق الشعار بسؤال "فين العدالة؟ الجامعة مهزلةَ...." الشعار هو تعبير عن واقع الجامعات المغربية التي تعيش أوضاعا مزرية، في مختلف المدن المغربية فلنأخذ على سبيل المثال لا الحصر "كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن طفيل القنيطرة"،فقد عرفت هذه الأخيرة معركة نضالية خاضها الطلبة المجازون قاطعوا من خلالها مباريات "الماستر" في مختلف الشعب لأنهم اعتبروها مباريات إقصائية تعتمد على المحسوبية والزبونية وتحرم الطلبة من حقهم في الولوج للسلك الثالث، وهذا الأخير هو من يؤهلهم لاستكمال الدراسة مادامت المباراة التي أجريت عبارة عن مسرحية لا تعتمد على الكفاءة فقد سار من المفروض على الوزارة فتح أبواب التكوين في السلك الثالث لا عن طريق المحسوبية والزبونية و...."، بل يجب على كل مجاز أن يتلقى تكوينا في هذا السلك بدون قيد أو شرط سواء كان ابن فلان أو علان....
   من هذا المنطلق انطلق بعض الطلبة المجازون وعملوا على تعبئة فئة غير قليلة من الطلبة المجازون ووضعوا شعارا يؤطر معركتهم النضالية اختاروا له اسم "الماستر حق الجميع"،مضمون الشعار واضح لكنه ليس كذلك في ظل وضع تغيب فيه لغة الحوار والتواصل وتحقيق المطالب بدون إحداث مسيرات احتجاجية تنادي بحقوقها العادلة والمشروعة والهادفة إلى السعي وراء التحصيل العلمي من أجل العيش في ظل وضعية أحسن لأن جهة الغرب الشراردة ابني احسن تعرف تهميشا منذ الأزل ومعظم الطلبة الذين يتابعون دراستهم بكل الآداب والعلوم الإنسانية ينتمون للطبقة الكادحة من داخل المجتمع، أي أبناء الشعب المقهور والمحروم من أبسط الحقوق ورغم ذلك يتابعون الدراسة ويطمحون في غد أفضل،هؤلاء خاضوا معركة نضالية دامت مدة مئة وخمسة عشر يوما أي ما يقارب ثلاثة أشهر ونصف ابتداء من شهر شتنبر الذي ابتدأت فيه مباريات الماستر بفتح ملفات الترشيح وإيداعها ثم انتظار صدور لوائح الطلبة الذين اجتازوا الانتقاء الأولي الذي اعتبروه الطلبة المجازون إقصاء أولي ويجب عليه أن يلغى، بعد كل هذا نشرت لوائح الطلبة الذين يجب عليهم اجتياز المباراة التي كان من المقرر أن تجرى في شهر شتنبر لكن الطلبة المجازون من مختلف الشعب قاطعوا هذه المباريات في مختلف التخصصات، ودخلوا في معارك نضالية بطولية ومسيرات جابت أرجاء الكليات انطلاقا من الآداب مرورا بكلية الاقتصاد والعلوم ونزولا بالرئاسة والعمادة، فقد تركزت أهم المعارك اليومية طيلة هذه المدة على هذه النقط وفي بعض الحالات كان الطلبة المجازون يخرجون إلى الفضاء العمومي لكي يصل صوتهم للمسؤولين عن هذا القطاع، قطاع التعليم العالي، من بينها الخروج "للنافورة "وسط المدينة ورفع شعارات تنديدية لتلبية الملف المطلبي المسطر والذي يحمل مطالب عادلة ومشروعة وعلى رأسها فتح ماسترات جديدة ورفع الطاقة الاستيعابية لأبناء الشعب المقهورين والمحرومين....ووقفات أمام المطعم الجامعي الذي يعرف خروقات عدة والحي الجامعي الذي عرف مجموعة من الخروقات من طرف المسؤولين....
  على العموم فقد عرفت المعركة النضالية التي خاضها الطلبة المجازون عدة أشكال نضالية بطولية لكن للأسف الشديد لم تتوج بما كان يطمح له الطلبة، الأمر الذي جعلهم يتخذون خطوات نضالية انتحارية تمثلت في مبيتات ليلية في ظل فصل الشتاء...،التي رافقتها هجمات شرسة من طرف قوات جحافل القمع التي كادت أن تتدخل في صفوف الطلبة المعتصمين من داخل الرئاسة لولا الانسحاب الطاكتيكي الذي جعل المجازون ينسحبون من المعتصم، وضرب موعدا لاحق للحوار الذي أطلقوا عليه لغة الحوار الحاسم لكن للأسف لم يكن كذلك، واستمرت المعركة من داخل الجامعة واشتدت الأنفاس ليوم الحوار الذي أجج الأوضاع وزاد من سخط الطلبة المجازون لأن الحوار لم يكن كما كان يطمح له الطلبة، وبالتالي قرروا الانسحاب من الحوار والدخول في إضراب عن الطعام لمدة 72 ساعة أي ثلاثة أيام ابتداء من يوم الثلاثاء 17 دجنبر ومبيت ليلي كان هذا مقررا سلفا لأن المجازون كانوا يرجحون هذا الاحتمال من قبل أي أنهم كانوا على دراية بأن الحوار لن يجدي نفعا الأمر الذي جعلهم يخوضون مواقف انتحارية كادت أن تحدث ضجة في العالم بأسره،التحق المجازون بالرئاسة بغية المبيت الليلي وهم مضربون عن الطعام، إلى حدود الساعة الثانية عشر ليلا تفاجئوا بوجود ترسانة من الجهاز القمعي الذي كاد يتدخل لولا إسرار الطلبة المجازون بالتشبث بملفهم المطلبي  ينشدون شعار مثير يقولون فيه:"وعدنا الأمهات الماستر أو الممات"واستمر الأخذ والرد أخرجوا أو نتدخل، عددهم يفوق الخمس مئة وعدد الطلبة حوالي مئة وعشرون طالبا مجازا والمناضلون الذين يحملون هموم الطلبة ويساندونهم في محنتهم.احتدم الصراع بينهم لولا مناضل من الطلبة المجازون ناشط من داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أقدم على إحراق ذاته لو تدخل الجهاز القمعي وليس ذاته فحسب، بل كادت أن تكون محرقة جماعية، وفعلا فقد صب على نفسه "ليصانص" أي الوقود وعلى كل الطلبة وحذروهم من  التدخل فبعد إقدامهم على هذا المقترح وتفعيله كادت أن تكون محرقة جماعية في صفوف هؤلاء الطلبة المجازون الذين يطالبون الجهات المسؤولة بتحمل مسؤوليتها فيما كادت أن تؤول له الأوضاع لولا تراجع الجهاز القمعي وانسحابهم بشكل كلي من الرئاسة ،وعمت الفرحة في صفوف الطلبة المجازون على هذا الربح بذل الخسارة التي كادت أن تحل في صفوفهم، وظل المبيت متواصلا إلى حدود الساعة الثالثة مساء من يوم الأربعاء حين خرج الطلبة المجازون بمسيرة طلابية غاضبة تريد أن تحكي مع طلبة الإجازة الأساسية ما حدث وما يمكن أن يحدث...وفجأة تلقت طالبة مجازة  مكالمة هاتفية تخبرها بأن الجهاز القمعي دخل الرئاسة فوجد بعض الطلبة المجازون الذين تركوهم لكي يراقبوا الأمتعة من أغطية وملابس وشواهد الإجازة والبطائق الوطنية....كل هذه الأشياء وأخرى كالحواسب والهواتف النقالة....وضعت قيد الحجز، وبعد سماع الخبر توجهت مسيرة طلابية حاشدة نحو الرئاسة ترى ماذا يحدث فوجدوا قلعة بوليسية وترسانة عسكرية اقتحمت الرئاسة وحجزت ممتلكات الطلبة، بعدها رفع الطلبة المجازون شعارات الرحيل لكن الجهاز القمعي بدأ يرمي الحجارة على الطلبة المجازون والمناضلين وعلى كل الطلبة وكادوا يقتحمون الحرم الجامعي لولا صمود الطلبة ورميهم بالحجارة التي يضربون بها لأن ساحة الجامعة تنعدم فيها الحجارة، واستمرت المواجهة إلى أن توقف الطلبة المجازون عن موقف استمرار المبيت الليلي والإضراب عن الطعام وضياع الأمتعة.... أما يوم الخميس فقد تسرب اليأس في صفوف المجازون الذين تكبدوا المعاناة حوالي ثلاثة أشهر ونصف يناضلون من أجل ملف مطلبي عادل ومشروع في نظرهم وفي نظر الطرف الآخر اختراق للقانون لأن القانون صيغ بالشكل التالي: "حلال علينا وحرام عليكم"؟. ما مصير المعركة النضالية؟ وما مآلها..؟
    توالت الأحداث وأراد الطلبة العودة من جديد للمعتصم لكنهم وجدوا من ينتظر وصولهم إنها الترسانة القوية التي طوقت الجامعة من كل الجهات، ينتظرون لحظة الانطلاق لكي ينقضوا على الطلبة فتراجع الطلبة المجازون للوراء وناشدوهم بإرجاع الأمتعة للطلبة وبعدها تراجعوا وعادوا إلى ساحة الجامعة....ولا زالت هذه الأحداث مستمرة خاصة بعد الإعلان عن مباريات الماستر التي ستبدأ انطلاقا من يوم الخميس 26  من الشهر الجاري،ومن المحتمل أن يلجأل الطلبة المجازون إلى مقاطعة كل المباريات، ومن المحتمل أن تجرى المباريات بحضور الجهاز القمعي......؟؟؟؟
   وبالفعل بعد التطويق الرهيب الذي شهدته جامعة ابن طفيل، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية على وجه الخصوص، تم إجراء امتحانات الاجازة الأساسية تحت التهديد و القمع لجحافل القمع التي قامت بإنزال ترسانتها إلى الحرم الجامعي، وإثر ذلك تمت اعتقالات بالجملة، ليحتفظ بخمس مناضلين من داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ذنبهم الوحيد أنهم تبنوا هموم الجماهير الشعبية،لكن الأمر لم يقتصر على هذا الحد بل تجاوزه إلى أبعد من ذلك بكثير اذ قامت جحافل القمع باعتقالات بالجملة مع بداية هذا الموسم الجامعي إثر مطالبة الجماهير الطلابية بحقها المشروع في استغلال الحافلات بدرهم رمزي بفعل تحصين مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هذا المكسب منذ زمن سحيق،فتم اطلاق سراح البعض وتم الاحتفاظ بخمس مناضلين من داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب،وتكريس استمرارية العنف الممارس على أبناء الشعب،والاجهاز على مكتسباتهم التاريخية وضرب مجانية التعليم.
   هذا كان بمثابة حدث يعبر عن واقع الجامعات المغربية، أي ذلك الواقع المرير الذي تهمش في ظله أبناء الشعب، لأن واقع الحال فرض عليهم العيش في ظل التهميش والتفقير والتقشف.... في ظل واقع صعب، لكن رغم صعوبة الوضع، هناك أمل في تحسين الوضع، صراحة ينبغي على الجهات المسؤولة من داخل قطاع التعليم العالي إيجاد حل وسط عوض سياسة القمع والترهيب النفسي والتعذيب الجسدي، الذي يحصل للطلبة في كل المواقع الجامعية في المغرب،لأن قطاع التعليم العالي لا يؤهل سوى للتدريس وبالتالي يجب إعطاؤهم فرصة استمرار متابعة دراستهم في السلك الثالث.
    لكم مني أطيب المنى. وحظ سعيد من سعيد. كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن طفيل القنيطرة موقع الأحداث المرعبة التي تعيشها الجماهير الطلابية المجازة في كل يوم.  

 بالفيديو:اقتحام القوات القمعية لحرم الجامعة ومطاردة الطلبة
    

1 commentaires:

Unknown a dit…

situation des facs marocaines

Enregistrer un commentaire

 
Design by Wordpress Templates | Bloggerized by Free Blogger Templates | Web Hosting Comparisons تعريب : ميلود العلواني